الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

تصفعني الذاكرة










وحدي والدَّمع


أملِّي جرارَ المسا الفارغات


سابحة في رذاذ الحزن…


أتوهُ من أضلعي


في دوَّامة البوح




نبضي عزف ناي


تتلاعب به أنامل جريحة


كمان شنقوا آخر أوتاره


وعلَّقوه على جريدة…








طفلة كنتُ…


فارغة إلا من نسيم الصباح


ندىً يُتوج رأس زنبقة


أسابق خطو الريح


ألاعب ملأ السنابل


أسكن حبات قمحٍ


أطير و العصافير الصغيرة




لما سرقوني من السنونو


لما غمروني بالأسود




علقت على العمر ياسمينا


مضى العمر… وأُحرِقَ الياسمين




هم لايفهمون لغة الورد


حين يطفئ اشتعال الأرض


هم نواس يصطاد حلمنا


كلما كبر …أعدموه


هم أشواك تشوه خطانا


هم من اغتالوا طفولتي


رموا بي في زخم الألم




كشفت سر الحياة الرديء…


حين كنت طفلة


رسمت على الجدران


وجوهَ الجريمة




أشباحٌ تسكنني


تفزع ليلي … فلا ينام


تطاردني حتى اللحظة




أتغنى بجراحي


ورحى الأوجاع تلوكني


تسيرني طحينا


آه على وجعي..


آه على ذاكرةٍ تصفعني…


كلما التفت إليها


آه كم أشتاق للأزرق


لسر توهجي




سأرسم خطاي


على الرمل المبلل


سأفتح عيون حلمي…


أبحث عن بعضي


بين شظايا مرآة


أرقب عودتي


عند أرصفة الأمل






خديجة علوان

المحمدية
25/05/2008

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

غِــواية










وأُخلفت وعود النفس للنفس


بالطفو فوق لجج الآثام


وأُخّرت مواقيت الأحلام


إلى اللاوقت...



في منتصف هذا الليل


يتستر البعض بالسواد


ليخنقوا قلب الطهر


ويطعنوا الفجر بالغواية



الاحتضارات بداياتُ الموت


الدمع نهاياتُ صحوة الجرح


وقطرة تنزل بعد أن تفيض الروح


من كأس التعب ...



فيّ ما فيّ من وجع


يزيد من عمر هذا الليل


ليطول أكثر...


فيّ ما فيّ من ألم


يحرق الفراشات


الباحثة فيّ عن ضوء


يعشق أناتي الممتطية


صهوة الحرف المتلظي

 



وتشهق المرايا...


تلفظ زيف الملامح


المارة قبالتها كل صباح...



ألفظ الخبيث من نفسي


حين تخنق فضاءاتها اللمم


ويورثني الذنب سهاما


تمزق عنق الاستقامات


فأزوغ عن دربي الأول


تغري النفسَ رذائل


وعزازيل يتلذذ بموت القلوب


على أعتاب الشهوة..


يشعرني هذا التدني بالغثيان



يا النفسُ يا النفس


مدي إلي جسر صلح


حبل توب أشنق به الغواية


وارتقي ... إلى من سوّاكِ


تقيأي كل تلك الزوائد


أفرغيكِ من كل رديء


تذكري ملامح الطهر الأول


وابتسامة الطفلة اللاتكبر


ودمعك حين السحر



أيا نفس ...


أفرغتك في هذا البوح


وفي صفحة الإفصاح


وفي مداك اللامحدود


حيث السجود ...


في هذا الليل


عقدت معك وثيقة صلح


فارجعي الى ربكِ


لا هناء إلا في مدى عفوه


وكنف غفرانه



يا النفس...


لا تسلكي غير الطريق إلى الله


غير الطريق إلى الله








للنفس حين تزوغ عن صراط الاستقامة


ويغريها سراب الدنية



خديجة علوان
فجر

28/09/2009

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

لأجل الأقصى...




يقولـ درويش الراحل الباقي فينا


عن ارض في قلبه تزهر :






أنا الأرض..


يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها


احرثوا جسدي!


أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس


مرّوا على جسدي


أيّها العابرون على جسدي


لن تمرّوا


أنا الأرضُ في جسدٍ


لن تمرّوا


أنا الأرض في صحوها


لن تمرّوا


أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها


لن تمرّوا


لن تمرّوا


لن تمرّوا!


 





أقصانا ..... لا هيكلهم ...













ويزعمون أنه لهم...

وأنهم الوارثون






هكذا هم إليه زاحفون






ويتلون توراتهم كيف يشاؤون


يرددون آيات موتهم القادم














هكذا أبناء الأقصى يمنعون







هكذا أرادوه أن يكونــ


















لكننا نعلنها بصوت من غضب


نريده هكذا...


وهكذا سيكون










وبخطوات  من لهب



سنمضي ...


سنصلي صلاتنا هناك في ساحاته



ونرفع العلم فوق قبة الصخرة














هكذا سيكـــون ... رغم ما تكيدون







في الجرح المتفحم رماد تصحبه الريح إلى الاشتعال


أقصى العروبة


والخطو إليك تطعنه الطرقات


فيخر على رأسه


وينام الضمير


أوقدوا شموعا اشهروا رؤوسكم للشمس


واحملوا بعض كلماتكم وحجارة تنجبها لكم الأرض


وقولوا لا ... واصعدوا الى اعالي القبة


غطوها بعلم فلسطين وغصن زيتونة


والفظوا ذاك الوهم عن أرجائها













اللهم أنت الملاذ حين الضعف والانهزام

وحين يغور الجرح...

ليس للأقصى إلاك

اللهم فاحفظه وطهره من دنس الصهاينة





رفاق  الحرف هذا المسجد الأقصى ينادي فلبوا النداء



بحرف من غضب


خديجة علوان

السبت، 26 سبتمبر 2009

مملكتي ثقبُ قمر





مملكتي ثقبُ قمر









مددت يدي




لسراب مددتها


ماوجدت شيئا


ويدي أضعتها






في كل مرة ...


أمارس طقوس حلمي


تعاليم احتراقي


أطفئ الليل


اسكن صمتا


يتفتح من أركان الغرفة


ينمو ليلفني بإعصار أفكار ...


وأمل يخترق السقف الإسمنتي


إلى حدود البدر وأبعد






بعيدا عن حصار الوقت


والجدران ...


وعقم الإراداة والرغبة


الناشئ في أرحام الساعات






هذه الليلة


لم تنجب السماء


غير نجم وحيد


أَمْسَك راحتي


همس للقمر:


ابقى في ليلنا :


إنا آتون اليك...






مملكتي ثقب قمر


لا أقل ولاأكثر


فلما تحسدنا السماء


كلما غمرنا حلم؟؟


كلما حقلت فينا العصافير


وهجرتها ...








وسط فلك مشحون


يسِن الألم للحظات


يسير النجم بي


يخترق جسد مسافاتٍ


نمت بيننا...


وبين حضن الالتقاء


وحضني ..


أرى وجه فرحتنا


في تنور القمر...


أبحث عن وجه لي


فالمرايا هنا


تُريكَ غيرك


تخدعك...


هنا عيونهم تكذب


فيها أرى اللا أنا


و مجاملات غير معقمة


تجردك من تواضعك ...


تعلمك كيف تغتر


وتنسيك انك أنتَ...


أنتَ...






يا النجمُ


دعني هناك ...


ونفسي ..


دثرني بالقمر


اتركني


للحب... للفرح


أفتح شرفات قلبي


فبعد الرحيل عودة


بعد الماضي ...


حاضر لاينجب


غير انكسارات


وشيئا من فرح خجول










إلى ان نسافر إليك مجددا أيها القمر : احتفظ بتبسمنا


كي نراه فيك كلما امتلأنا حزنا








خ ــد يـ ج ــة




الخميس، 24 سبتمبر 2009

حصارُ الحصار

إلى التي رصت من القذائف جسر صمود وحياة
إلى غزة ذات جرح ....


حصار الحصار









صحتـ الشمس
مدت يديهـا حثيثا
تسحب عن المدينة
عباءة الليل ...
تطرد الأمس
تصوغ بدايات
نهار مجهول


عصافير الحي
نوارس البحر
تعزف على أوتار الشمس
لحنـ الحياة المستمر
فوق جدار الحصار

تلك غزة قبل الإعصار
قبل موت الوقت بساعة
تعاكس التيار
تمشي الريح في أنفة
دون انكسار

هدوء قبيل العاصفة
عابرون يمشون ظلهم
يجرون عمرا
نضج على الجمر

ها وجع آخر يتفتح
يذبح الحياة في غزة
من الوريد إلى الوريد
لا أمل ... لا نقيض للآه
غير صدى آه موجوعة
لا أمل ... في سماء
قيدت الحمام
والسلام رجل
بترت يداه والأقدام

زوبعة حديد طائر
زاحمت الغمام
اشتعل البحر الفولاذي
تسلح الموج بالنار
هربت العصافير
من أرض سمائها


فاحت رائحة الموت
ترسب في حلق غزة
مذاق العدم
تجمد الوقت ...
تجمد ليخنق المارين
تحت خطى الموتـ السريعة
أمتزج اللحم بالحديد
راح العديد والعديد
تحت بيوتهم تكوموا
مطمورين تحت الأنقاض
يخبرون قاتلهم
" أنَّا غير راحلين "
" روحا جسدا هنا باقون "

غزة ... شبه مدينة
صفعها زلزال
ليلها.. فجرها ..
صباحاتها...
محمولة على النار
كوابيس تأتي
من السموات السبع والبحار

فوضى القذائف
تحقن الجسد بالصراخ
مايفعل الصراخ
بوجه قذيفة
لا تهدأ إلا حين
تحرق قلب فسيلة


هل للموت
كل تلك الأسماء
هل أجسادنا بحاجة
لكل تلك القذائف
لكل تلك الطائرات
لكل تلك القنابل
لكي تحرق ...
لكي تنصهر ... ؟؟َ


نموت لنحيا
نعم نموت لنحيا
نخط بدمنا الأحمر
برماد أجسادنا المحترقة
بقنابلهم الفسفورية
نصرا ...
لأننا الحق كل الحق
لان الأرض مطرزة بدمنا
لأنها حبلى بنا
لا تلد غيرنا..
لأنهم الباطل وإن علا
لابد يوما سينزل
لابد يوما سينزل


خديجة علوان
مدينة سطات

18/01/2009


شاركت بها صوتا وروحا دون الجسد
في احد الأمسيات التضامنية في غزة ولي كامل الفخر
وفي أمسيات أخرى محلية

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

سيرة للحياة والموت


كلمات مر عليها زمن ليس بالقصير

جاءت بعد ان سمعتُ فصول الموت تروى من ذاكرة خنقها دخان القذائف ...


 أسمعني"أ" قصة استشهاد صديقه الذي كان برفقته...


وحين انتهى ... انتهيتُ ... ليلتها كان لابد أن اكتب شيئا وأنا أفترش السهر وألتحف وجع القهر ...




إهداء إللى روح ذاك الذي فارق "حياة" صاعدا نحو الحياة


إليه والى ذاك الذي لازالـ يسكن حلمه " أ"





سيرة للحياة والموت

 





أمس احترق العمر


على أرصفة الألم...


لا قطارات فرحٍ تمر


فقط شبح الموت


يتربص بالمارة






كلــ المستحيلات تسكنني


لا مستحيلــ يشاء تركي


كل الأحلام أسكنها


لا واقع لأحلامي






ليتني هناك ...


أغسلــ بدمعي وجه القمر


أسد حفره بشذرات من قلبي


ألملم شتات البلور المتناثر

أودع ذاك العائد

على نعش مسجى

أُودِعُه سلاما للراحلين

منذ الجرح الأول...





صعب ..قاتل ...


مدمر ..هستيريا..

 
صعب أن تتذوق الموت


قاتل ذاك الإحساس


حين تغمض عينيك

 
لتفتحهما على وديان دم

وموت يهوى اصطياد

الأزهار العارية ...


مدمر أن تبني ذاكرة


من أشلاء الأحبة


هستيريا تسكن أحداقك


حين تلم شظايا الصلصال


الممزوج بالماء...





وهِنٌ ذاك الجسد


أزرق... شفاف


ذاك القلب


لا يتحمل بشاعة الموت...






للتو كان يبتسم ..


زهرة متفتحة للحياة


كلِّ الحياة


فجأة..


جاءه الموت من السماء

 
أمطرته الغيمات


يبابا من معدن


امتزج الجسد بنتانة الحديد


وحلقت الروح المعطرة بالزعتر 

 حيث تهفو ...




كان آخر عهده بالدنيا


{{ وكلها لا الله يا... }}

ثم رحل على عجل...


قمة الإيمان


منتهى الطهر


غاية الصمود


أن تبتسم للموت..



تبعثرت وريقاته


لملموها ...


اصنعوا من دمه


شقائق نعمان


جُلَّنَارًا ثائرا...




مضى .. حيث الحياة


وبقيت هنا ابتسامته


تجلد أيامنا


تستفز دمعنا


تذكرنا بموت الكلام


في ساحات السلام المفتعل







خديجة علوان


المحمدية 10/04/2008


قمت بترميم يسير لبعضها اليوم







الاثنين، 21 سبتمبر 2009

كل عام وانتما العيد





أبي .. أمي ... كل عام وأنتما العيد


كل عام وأنتما عيدي...

هذا صباح العيد ... أتت به العصافير تحمله إلى الشرفات

تسحب أجنحتُها الدثار عن نائمين ... باعوا عقولهم لوهم الأحلام ...

أتتني ...

كنت قد سبقتها في الصحو ... منحتها ابتسامة وأمنية كي تحملها للقمر ليلا حين تتوسد سناه وتنام..

وأسرعت إلى أبي و أمي... كي أباركهما العيد وأعطر أرجاء قلبي بعطرهما .... وأغسل الروح بطهرهما ....

قبلت يد أبي ... وجبين أمي ...

يــــاه .... ومع تكبيرات المكبرين ... وتسبيحات المسبحين ... يزداد الكون اتساعا ... أحسهما الفضاء كله .. حيث أدور ... كوكبان ... الشمس والقمر... وأنا نجم مسحور...

هما عالمي الخاص... تحت عرشهما أستظل ...ألقي بكلي ...وأبحث في فيافي عمري عن واحات رضاهما... فدونه تجف أوردتي ...

أبي أمي أنتما احساسي الدائم بالطفولة ... وبأنني الطفلة اللا تكبر...

تسريان في دمي حبا كدخان المبخرة المستشري في هواء البيت ...

أمي ... أبي كل عام وأنتما العيد ... كل عام وأنتما عيدي


الأحد، 20 سبتمبر 2009

فاتحة ختام

كنت في مرحلة مخاض وكثير وجع... حدثت بدواخلي انهيارات هائلة ... تناثرتُ وتناثر بوحي

وكتبت هذه الفاتحة الختامية ...







فاتحة ختام



على بقايـا أنثى


حيث ما مرت


تركت رمادهـا






تشعلها الريح


كلما جاءت


من زوايا الأنّة






تمارَس عليها فنون الجلد


تقدَّم قربانـا لقلوبهم العقيمة




فاتحة ختام


على أنثى


تصحبُ الغربان ليلَها


الى الموت القديم


وذاكرة تصلب دمعها


في ساحات الروح


أمام الملأ...






فاتحة ختام


على من تعروا أمامي


تسّاقطت جلودهم


في زمن التردي


رأيتهم الآن اوضح


في مرايا الحقيقة


المدفونة في مقابرهم


ما أبشعهم...


ما أغباني ...






فاتحة ختام


على الجرح الموروث


والأوجه المتراصة


أمام شبابيك الزيف






لتلك الوجوه


لذاك الجرح


لتلك الفواتح كلها


توب نسيانٍ ...سأحنطها


لن أكثرت لها



سأتلوها اخر مرة


في محراب الهجر


وأعودني ...


 
 
حين تتصارع داخلك الزوابع ... يصيب  بوحك بعض التشظي  ...
 
كذالك كنت هنا .... فاعذرني ياقارئي

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

عود ثقاب ...


 إلى عود الثقاب  ... : فلسفتك تحتاج لبعض التعديل والتقنين




كثر أولئك الذين يقاسمون عود الثقاب فلسفته

يحترق ليدافع عن فكرة

ليقدم ضوءه للعابرين

ثم ينبذ في العراء

وقد تدوسه الأقدام ان لم يبقي في الرأس شيئا من نور

لا مانع من الاحتراق لكن احترق لأجل شيء يستحق

لا لمن ماهيته ليل وعتمة...

 فذاك حتى وان احترقت ألف مرة لأجله... لن يتنور

 
قد أعذر  عود الثقاب لأنه مجبر

على الموت احتراقا ولأجل أي شيء يختاره له الآخر 

أما انت  فمخير ...  

 

دعوة : قبل الاشتعال فكر في من ستمنحهم ضوءك