الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

بلقيسُ و أنــاَ




تعالوا...
عليكم السلام
وعلي سلام


تعالوا...
فاحتفالات الموت ستبدأ
والنهايات آتية
ترقص بأصابع من زجاج
فوق صدري
وعلى إيقاع خيباتي
تترنح...


تعالوا
واتركوا ابتساماتكم
معلقة في أزمنة الولادة
فالفرح معدوم
والدمع مرسوم



تعالوا...
أحضروا معكم بضع دمعات
أكياساً تخبئون فيها بقاياي
تدفنونها تحت عرش بلقيس
وفي رياض سبأ ...
فربما تزهر قرنفلات ...
وتزدهر حضارات...


تعالوا ...
أحضروا أيادي من خشب...
ولتصفقوا حين ينتهي الجلاد
من رسم الوجع على ظهر أيامي
ولتصفقوا لقلبي المصلوب
في معبد القمر ...
وودعوا بلقيس
فقد باعت تاجها للحلم الأخير
وتشردت ... وشردتني


وتعالوا ...
ودعوا القمر المتدحرج
عبر سلم السماء المكسور
نازلا من آخر صرخة نور
اجمعوا شُقفَه ...
حين يصطدم بلوح الليل
وأرض العراء والعدم
يغرق في أنهر السقم
و ينطفئ
ينتهي...

فالسماء منه تبرأت
وانطوت...
حضنت أنجمها
وأبوابها أغلقت


تعالوا ...
ففي الرمال حضارة
دفنت ...
وبين الأضلاع هموم
اتقدت...



بكتنا الأيام يا بلقيس
تناستنا الأيام يا بلقيس
جرحتنا الأيام...
وتتساءلين يا بلقيس
أتجرح الأيام والأنام؟؟




أليست تدور يا سيدتي
وندور...؟؟
أليست تدور؟؟
وندور
حتى نصاب بالسقوط الحتمي...
أليست تطعن؟؟
أليسوا يطعنون؟؟
أليست ألسنتهم
رحى تطحن؟؟



بكت أنثى الانتكاسة
عضت أناملها حسرة
توقفت ... التفت
رأت آخر ضحكاتها
تختفي خلف الضباب
والأحلام سراب

 
ضحكت مستهزئة
مهرولة نحو بداية
وواقع الحكاية
توضأت بعزمها
وصاحت :
ألا فلترحلي
يا أحلام...
فعليكِ سلامٌ
وعليّ السلامُ





خديجة علوان
المحمدية
29/12/2009

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

أوان ُ الحب











آن الصعود إلى سماء تبعثرها أجنحة الطيور


آن الرحيل إلى قمر نام ليلة ليصحو بين كفي أنثى

و يشرب ألق العيون ...


ياذاك الحامل ذكراه بين دمعتين و شبه ابتسامة  

كفاكَ تُدحرج اليأس في سلالم الروح

انتعل  ذكراك

 دسها كلما أوجعتك



تعالَ  إليها خاليا من سطورِ

فهي تهوى الصفحات البيضاء

والقلوب التي خسرت معارك الحب

تهوى تربية الصغار

وأنت الصغير

 أنت الخاسر في الحب

أنت الكتاب الأبيض

وثغرها حبر الكلام

فتعالَ

 تعالَ إليها

 
ستكتبكَ من جديد

سفرا لا ينتهي فيهِ الكلام

تفتح صفحات قلبك على شمس

و على ذاك القمر الذي لا ينام



الأحد، 20 ديسمبر 2009

إنه المطرُ






إنه المطر…

 
من فاه السماء يقطر …


يقرع داخلي أجراس فرح


يقيم أعراس ولادة …




إنه المطر


والنوارس تداعب


الورد النائم في سحابة


ليستيقظ النهار…


وتزهر السحابة



إنه المطر …


تنحي يا شمس


تدلى يا قمر

 من أفنان السماء


اغتسل ...

املأ ثقوبك ماء


ولتزهر ….



إنه المطر


وأنا الوحيدة


أنا الفقيدة


أبلل وقتي


أدهس مظلتي


وأسير…


غطائي سماء باكية


أتناول كوب الشاي


أتجول في جريدة


من الحياة خالية



ليتها تمطر هنا


في صفحاتك يا جريدة


في بركان الموت


وحريق حناجر


تعبتْ من الكلام


ليت سحابة


تذهب إلى التاريخ الراحل


تعيده حيا …


وتترك تاريخ الهزائم


ليتها تمطر في الكلام


لينضج الكلام


وتصحو الأحلام



إنه المطر

والعصافير ترقص


تغني فرحا


إنه المطر


يكتب الحياة


على سفر الأرض


ويمضي …


فلتلقوا عليه التحايا


ولتشكروا التواب


مجري السحاب



خديجة

الخميس، 17 ديسمبر 2009

وأطفأتُ شمسًا









عدتُ من زحمة الفراغ وصراخ الصمت... وصدى نبض تردده الحيطان الأربعة ... 
أجمع شتاتي وفكري المحصور بين زوايا الغرفة ...شيء ما مسجون داخل تلك الأقفاص
ينادي أن فكوا قيدي ودعوني أتنفس مدى أوسع ...



عدت من ذاكرة التاريخ ورأسي مهشم باللاشيء ... وجيب العمر ثقوبٌ يتسرب منها
الوقت دون أن أدري... جرار اللحظة امتلأت ... وبما امتلأت ؟


بغيمة محشوة بالوهم تهطل أصفارا أصفارا ... بالريح امتلأت ... أم أن نظري يَكذِبني ؟؟


وأنها امتلأت بالعدم وحُشيت سوادا...




تشبهني هذه السماء الغضبى كثيرا وذاك السحاب الرافض أن يبتسم ...


كنت أنا السبب في تفشي هذا الوباء وفي إصابة السماء باليأس والناس بداء الانتظار ...


فدون أن أدري حين صحوت صباحا أطفأتُ الشمس بسبابتي وكررتُ سفري في حلم كان ينتظرُ عودتي ليُختَتم ... لأتوج صحوتي بشبه إنتصار...


كنت أنا السبب حين غيّبتُ عنهم شمسا... ونمت


فدائما حين تغيب الشمس وتلبس السماء معطفا رماديا يُخيّل إلى تلك السماء أنها ستمطر والناس ينتظرون متى تلك الأرض من فوقهم/تحتهم سُتزهر...


وحدي كنتُ أعلم أنها فقط شمس التصقت بأصبعي وحين انفضها عنه عاليا وألصقها بدائرة الفراغ الأزرق سينتهي المشهد ...وذاك الغيم سأقشره لينثر قطنهُ


ولتناموا ولأنم ....
فلا مطر
لامطر ...





خديجة  علوان
16/12/2009







الخميس، 10 ديسمبر 2009

شذراتٌ


شذرات من ضمن خمس نثريات اخترتها للمشاركة بها في احدى المسابقات الأدبية الوطنية


 


 
-مطر-


آخر رسائله قطرة

أنبتت على الشرفة


سوسنةً وحلماً...



-أمل-


بين الأمل وموته


فَقْدُ إرادة


انتكاسة قلب...

بين الأمل وحياته


اهتزازات وتر


ورقصة حلم


في صالات الانتشاء..










-خطوات-


خطوة من ثلج


خطوات من نار


ترسم آثار سيرنا


نحو البدايات المنتهية


و اللامنتهية…





-شيء مـا-


شيء ما


يحدث هناك


بين الأزرق


وحجرة الرؤيا السوداء


خيط من نور يُنسج


لتعبره الأحلام


مني إليك / لتولد


شيء ما يكبر


في رحم الغيمات…


يَعد بليلة ماطرة


ترحل بأزمنة القحط


بعيــدا …





- عالم –


عالم معاق


أصم...


أبكم...


مجمد الخطو


مشلول اليدين


صام عن الحق دهرا


وحين أفطر


أفطر على


رغيف الجائعين


و كوب دماء


وعظام الميتين…


عالم مات قلبه


احملوه إلى المقبرة


وقولوا…


- إن أنتم سئلتم-


مــات


من فرط الرداءة….






- خرساء –


لم يبق بحنجرتي


نورس وحيد


كي يرحل بصوتي


حيث البحر...






-موت-


يدرك كل الاتجاهات


يتربص بالنبض


ذات مرة سيلقفه


ويرحل / أرحل ...






-حب –


قانون يشرعه


سيد العشق / عشقي


يولد بين ضمتين...



- لاشيء-


لأن السقف لم يمطر


أمنيات


لم يفتح لي نافذة


إلى السماء


سأبلع صمتي


لتجحظ عيناي


بكثير من كلام...






خديجة علوان


المحمدية


21/10/2009


الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

شهقةٌ




سأتنفسُكِ ياحياة شقائق نعمان 


فقط شهقة ...

شهقة من قلب الوجع

من عمق الروح

وسراديب الليل المبللة بدمعها

فقط شهقة ...

تفتح ذراع الموتِ

لاختناقها...

وزفرة...


ترسل شيئا من اوكسيدها الخانق


وحجارة تكدست على ضفاف صدرها

خارجا...



فقط شهقة

بحجم السماء

بعمق السحاب

تمنحها جناحين لتطير
 
 
خ ـديـ ج ـة

الأحد، 6 ديسمبر 2009

قــمرٌ





شيء مـا من وراء الغيم



من بين حجارة السماء أتى ...



أنبت على خد الليل



حديقة ضوء وكمنجات ...



منح قاموس الوقت



مفردات تمني وفرح



رسم على صفحة البحر



طريق حلم



مشيناه والفراشات ...











خ ــديـ ج ـة



السبت، 5 ديسمبر 2009

طَلْـقة




فوضى ...

وزلزالٌ


يرج أكواب النور الفارغة...


تتكسر فتصيبني شظايا الوجع


فوضى...


وجناح الليل يلوح داخلا
يطفئ شمع الأمل

فأظلم ؟؟

نعم أظلم

رغم أن الشمس تزهر في أرض السماء

يتصدع جبين الوقت بمطرقة اليأس

أتمزق على مهل ويد القدر تعجن أيامي رغيفا

تأكله الجيف...




عالة على الساعة عقاربها

وعالة على العين دمعها

لست احتاج دمع العين لأبكي


فالأطلنتي من دمع القلب امتلأ


لست أحتاج عقارب الساعة


ولا صوت وقتها وهو يموت


ونحن نضحك وسيف الضياع يتلو وصايانا الأخيرة


ثم يمضي يقطع شرايين الدم الأزرق المجمد...


لن يغفرها لك حرف الحب الذي طالما رقص هنا

فأنت من جعله يكتب الموت هنا


أنت من راعه مشهد الرحيل حتى قبل أن يأتي


وتساءل


هل ستكونين ذكرى


وخبأ عني خنجر الجريمة


وجثة قلبه كي لا أنتقم


وروج لحملة الفشل


قالها ارحلي


ودعيني أداوي نفسي





تبا ... تبا وآه قبلها


تبا لحب عقيم


ولحبيبة عجزت أن تكون حرف الحبيب ووحي كتاباته



أعترف أنني فشلتُ


لكنك من روضت فشلي في ساحات يأسك وضعفك ...


أكره الضعف الغير مبرر


وتمني الموت ....






ما نفعُ النصف الآخر إن شل نصفه الأول


ما نفعي أنا


إن كنت أعجز عن اقتلاعك من بؤرة موبوءة

بالقنوط والفشل واليأس وكل مفردات اللا حياة


فلتبقى كما أنت قبلي وبعدي ... فلا فرق أحدثته






دعني أختم غضبي بتنهيدة الفظها لهيبا

دعني أصرخ في وجه تيهك وتقلبك


وأعْلِمُك أنه إما أن تكون أو أن تكون أو أن لا تكون


وكفى.