تعالوا...
عليكم السلاموعلي سلام
تعالوا...
فاحتفالات الموت ستبدأ
والنهايات آتية
ترقص بأصابع من زجاج
فوق صدري
وعلى إيقاع خيباتي
تترنح...
تعالوا
واتركوا ابتساماتكم
معلقة في أزمنة الولادة
فالفرح معدوم
والدمع مرسوم
تعالوا...
أحضروا معكم بضع دمعات
أكياساً تخبئون فيها بقاياي
تدفنونها تحت عرش بلقيس
وفي رياض سبأ ...
فربما تزهر قرنفلات ...
وتزدهر حضارات...
تعالوا ...
أحضروا أيادي من خشب...
ولتصفقوا حين ينتهي الجلاد
من رسم الوجع على ظهر أيامي
ولتصفقوا لقلبي المصلوب
في معبد القمر ...
وودعوا بلقيس
فقد باعت تاجها للحلم الأخير
وتشردت ... وشردتني
وتعالوا ...
ودعوا القمر المتدحرج
عبر سلم السماء المكسور
نازلا من آخر صرخة نور
اجمعوا شُقفَه ...
حين يصطدم بلوح الليل
وأرض العراء والعدم
يغرق في أنهر السقم
و ينطفئ
ينتهي...
فالسماء منه تبرأت
وانطوت...
حضنت أنجمها
وأبوابها أغلقت
تعالوا ...
ففي الرمال حضارة
دفنت ...
وبين الأضلاع هموم
اتقدت...
بكتنا الأيام يا بلقيس
تناستنا الأيام يا بلقيس
جرحتنا الأيام...
وتتساءلين يا بلقيس
أتجرح الأيام والأنام؟؟
أليست تدور يا سيدتي
وندور...؟؟
أليست تدور؟؟
وندور
حتى نصاب بالسقوط الحتمي...
أليست تطعن؟؟
أليسوا يطعنون؟؟
أليست ألسنتهم
رحى تطحن؟؟
بكت أنثى الانتكاسة
عضت أناملها حسرة
توقفت ... التفت
رأت آخر ضحكاتها
تختفي خلف الضباب
والأحلام سراب
ضحكت مستهزئة
مهرولة نحو بداية
وواقع الحكاية
توضأت بعزمها
وصاحت :
ألا فلترحلي
يا أحلام...
فعليكِ سلامٌ
وعليّ السلامُ
خديجة علوان
المحمدية
29/12/2009