الثلاثاء، 23 فبراير 2010

نوارسُ الوطن



حتى لا ننسى حقا يحاولون اغتياله في ملتقياتهم الدولية


كانت كلماتي لأجل ذاك الحق ولأجل النوارس الراحلة عن شواطئ الوطن



على سحاباتٍ فضيةٍ

وعلى فيء ِقمرٍ خافتٍ

عرجوا من سمائهم

إلى أرض الموت البطيءِ

امتطوا عصا الريح ِ

وهاجروا...

تركوا أطلالهم ترثيها


حروف مذبوحةٌ على أعتاب الروحِ

صوتٌ مقطعةٌ حبالهُ

وعيونٌ جفت من دمعٍ


تركوا سلال الليمونِ

تركوا زيتونهم

في طاحونة الزمن المنتهي

تركوا مقلاعهم وحجارة السجيلِ

تركوا حقول القمح ِ


زقزقة العصافير

و فرحةً مشنوقةً




تركوا رضيعا


يحلم بالعودة قبل الرحيل


وشهيدا وبنادقَ عرسٍ …


نزحوا ...


حيث غاباتُ العويلِ


وأفنانٌ استوطنها خفاشُ الخوف


لجأوا إلى ما تبقى منهم


ورأسٍ حفرته


ذكرى القنابل …






أمل يتثاءب في آخر الليل


و لا ينام ...


أ يمارسون العودة في منامهم ؟؟


أيعودون وهما إليهم ؟؟


أم يطمسون معالم ذاك الحلم


في بؤرة الأرض المحترقة


أينامون على وسائد من حجر؟؟


أيلتحفون صراخ الصغار


وسماء المعدن ...؟؟


وخيام الشتات ..؟؟


أيغرقون في دمع أرض


تبكيهم / يبكونها؟؟


أ يزورون المقابر


ويقرؤون الفاتحة


على أرواح من رحلوا


و فاتحة عليهم...؟؟


هم عائدون على ورق


يمدون بأنفاس الشوق جسرا


يمشونه كل حلم إلى وطن


يسكن خريطة قلوبهم


يفتحون في الصباح


نافذة الانتظار


للشمس الآتية




يفتحونها لأقلامَ


لمعاولَ تهدم يأسهم


تهدم جدارا يقسم القلب اثنينِ


يشرد نوارس الوطنِ ....









خديجة علوان


الرّماني


2010/02/04

الجمعة، 19 فبراير 2010

ليلُ التّمني






_1_



في ليل الصمت


وحيرة البداية


عطشى هذه الروحُ



في انحناءة الشوق


بكماء هذه الحروف


وحدها ابتسامتك

إذا ما لمحتها طرتُ

كتفك إذا ما اتكأت عليه


مشيت ...


_2_

يا رجل الكلام

تمنيتك مطرا


صفحة ماء


ترسم وجهي


تمنيت يدك تمتد


تخنق زمن الحنين


فيرتعد يرتعد…


حتى ينتهي بالتقاء


تمنيتك همسا


يطرق باب العودة


يمسح أسماء العابرين


من صفحات الذكرى


وأسفار الحاضر


تمنيت أناملك


تمر على الخد


تزرعه جنائن ورد

_3_


لك الغيمات


ندى الوردات


شمس تحرق ما فات


لك ما مضى والآت


يا لحن الأغنيات

_4_


أيها العاشق العامر بالحب


أيها الرجل الطفل


الرجل الرجل ...


موكبُ الفراشات آت


يزفك مصباح السهر


ودمع التمني ...


فافتح لي أبواب سمائك كلها


وأعدّ لقلبي


بساط السفر...


لأكتشف فيك قارة جديدة


أندلسا أخرى غير التي ضاعت


في لياليهم الحمراء...


_5_


حانية نظراتك...


إذ تلملم بعثرة الضوء


تصنعه ابتسامة


يبلعها الوقت

يلفحها نسيم الأطلنتيترددها الحيطان...





قاسية كفك


إذ تمنعني من رسم مشهد


من وخز الحلم...


وتقول إذ تنتشي انتصارك


أنا المشهد مرسوم في عينيكِ


والحلم يمشي على أربع


فاستفيقي عليّ ...


واشطبي ما جاء بعدي


أو جئت بعده...

_6_


أعود من ليل التمني


مثقلةً بك...


وخيول الهوى


تصهل تشرّد فكرة ...


فأمتطيها ... أروضها


لتصحبني إلى اكتمال


الفكرة...


 سطات
01/12/2009




الأربعاء، 17 فبراير 2010

رقصة



على إيقاعات قلبك



وفي مسارح عينيك



يرقص الحب فرحا



تعتلي البسمة منصة التتويج



وأنا تلبسني نوارس الشوق تاج ملك



أركب خيول العشق



وأسافر فيك ....



الجمعة، 12 فبراير 2010

وقتُ الصفرِ



شمس مبللة ببقايا مطر
ضوضاء الشارع

أصوات العابرين

موسيقى صاخبة

تشحط أحفاد نومي

إلى مخبئهم

وتأتي بالسهر

تجره على وجل



أستفيق من إغفاءتي

في ليلة القمر الأخير

وفجر البداية الأول

أفتح عيني...

على غرفة مبعثرة

على مصباح منطفئ

ذهبت بضوئه الفراشات

المسافرة إلى مدن النور

النائم في أحشاء الزنابق



أبدأ بغزل غيمات الوقت

أعد من قطرات المطر

كوب القهوة الصباحي

أنسج تفاصيل يوم مكرر

عادات مكررة...

أتكرر ألف مرة

في هذا العمر...

أعيش وقتا بلا دقائق

بلا ساعات ...

بلا وقت ..



وقت عارٍ

تكسوه نظرات أمل

تملأ سماه أسراب أمنيات

وقت يبدأ من صفر

ينتهي بـ / للصفر...

وبين الصفر والصفر

فراغات ليس إلا

وكثيرٌ من ملل..

ممارسات روتينية

كوب الشاي ذاته

نفس العبارات

ذات الوجوه ...

تلبس أعيننا في الصباح

والمساء ..

الخطوات ذاتها

نمشيها في منحيين

إلى أن نخترق

جدار المرور

إلى وقت الحقيقة

وقت البدء...

ما وراء الصفر الأجوف

حيث حلقة الضوء المفقود

وآخر آه ترتطم بسطح الروح

لتصاب بالتشظي ...

وتزهر من تحت خطى الدم

زنبقات ....




المحمدية

11/02/2009


الخميس، 4 فبراير 2010

نوبة حنين


في صمت الحنايا خطاك مطر يقرع أجراسَ الميلاد في معابد الأرض ...
 في فجر الأمنيات تكتظ حناجر الشحارير بألحان الشوق
وفي بحار الروح تصب أنهار من ترانيم عشق مصفى ...


يدي تخترق غشاء الليل الداجي تفقأ عين الهواء ...
 وتذهب إلى ما لا أرى ...
حيث وجهك المظلل بالغمام
 والطفل العابث في ابتساماتك يلهو بالنجوم ...


حيث يرسو قلبك في مرسى عينيك وتنزل من سفينة الحنين أفواج آهات
 وحقائب عمر مملوءة بماء العيون وأحلام كانت تنتظر إما مطرا أو حرا...


بكت السماء لأجلنا...
بكيتَ وبكيتُ ...
 عساها تلك الدموع تتلألأ غدا في فضاء اللقيا أنجما
 وتزهر في قلوبنا زغاريدا و سوسنات...



خديجة علوان
الرماني 01/02/2010