السبت، 22 يونيو 2013

غارة حنين




باتت الطرقات تخيفني، والعناق لحظة التوديع يصعقني، فماذا حل بالقلب الذي لان ولان حتى أوشك أن يذوب، ويقطر من بين ظلوعي طينا ودمعا ؟؟ ماذا حل بالعقل الذي فقد نصف تركيزه؟؟ فبت دائمة السهو كثيرة النسيان...وكأنني على هذه الأرض ولست عليها !!
لقد حدث شيء عظيم جعل هذه الأرض تدور ببطء ،وهذا الزمن يتآمر مع عقاربه  ويزحف بأرجله فوق دفاتري و عمري، لقد حدث شيء جلل، جعل الابتسامة تتأجل موسما آخر ،و تنتظر من جديد  مساء ماطرا، أو غيمة من كتان لتولد فيها أو تصير ضحكة ناضجة... شيء ما انتُزع مني!!

كانت الشمس تدنو من الحقول الصفراء من حولي لتعانقها بحب ودفء، وأنا أمشي وحيدة في الطريق الملتوية عائدة إلى بيت جدي بعد زيارة عمتي في الدوار المجاورـ.. متعبة كنت ،أسير ببطء أخاطب صغيرنا في أحشائي، وأرى وجهك في الحقول، لم أشعر حينها بطول المسافة ، ولا بشدة البرد الذي كان قاسيا وقتها مع أن الفصل صيفٌ،كنت أسير وألف يدي حول بطني أخشى على صغيرنا البرد والحنين...وأحاول جاهدة لملمتي!!
رن " الجوال"  ، وإذ برسالتك تدق على الوتر الحساس، وتُجري أول كلماتك " حبيبتي"  الدمع في عيني دون أن أدري لقد سمعت صداها  يتردد في الفضاء ومرت الذكريات كبرق امامي ،صعقت فرأيتك أمامي ماثلا باسم الثغروعيناك بحر دموع تخفيه ولا يختفي...
ضممت ثلاثتنا ومضيت إلى بيت الجد  أمسح الدموع وألعن هذه الطريق من تحتي...
إنه الشوق أقوى مني ومنك ومن صغيرنا الذي تعود حديثك وقبلتك ...

ألا ساء الشوق وساءت غارات الحنين !!

2 التعليقات:

صالح خضر يقول...

هو الحنين أو قرصة البرد التي تشعرنا بحاجتنا لدفء الأخر
نحتاجه في بعض أوقاتنا ليكسر روتين المشاعر
فلّة لكِ وله ولصغيركما :)

غير معرف يقول...

راااااااااااااائعة

إرسال تعليق